مفارقات المهدي السلوكية والفكرية
مقدمة
تُعد فترة المهدية في السودان من أكثر الفترات إثارة للجدل في التاريخ السوداني. قاد محمد أحمد المهدي حركة دينية وسياسية أثرت بشكل كبير على السودان والمنطقة. ومع ذلك، فإن سلوكيات المهدي وقراراته أثارت العديد من التساؤلات حول تفسيره للشريعة الإسلامية وتعامله مع من خالفه الرأي.
مفارقات المهدي السلوكية والفكرية
من أبرز المفارقات في سلوك المهدي وصفه لأناس يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله بالكفر لمجرد شكهم في مهديته. تعامل المهدي مع هؤلاء كما تعامل الشريعة الإسلامية مع الكفار، فقتلهم وأخذ أموالهم وسبى نساءهم. وادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز له هذه الأفعال.
أهل الجرادة
في رده على يوسف الشلالي، برر قتله لأهل الجرادة بأنهم كذبوه وحاربوه، واعتبر أن من شك في مهديته كافر ودمه هدر. ومع ذلك، أحيانًا كان المهدي يلجأ إلى تبرير قتاله للمسلمين بآراء بعض الفقهاء، مثلما فعل مع أمراء مصر وعساكرهم.
قتل الشيخ التوم زعيم الكبابيش
من بين الذين قتلهم الامام كان الشيخ التوم زعيم الكبابيش، الذي كان من أوائل مناصرية لكنه توقف عن دعمه لاحقًا. رفض التوم جمع الأموال للمهدي، فاعتبره كافرًا وأمر بقطع رأسه.

دور عبد الله ودتورشين
عبد الله ود تورشين، استمر في نهج القتل لكل من خالفه أو رفض طاعته. بعد فتح الأبيض، قتل ودتورشين عددًا من الأسرى رغم مبايعتهم ، مما يعكس استمرار سياسة القتل دون محاسبة.
الخاتمة
تُظهر هذه الأحداث أن المهدية والخليفة عبد الله استخدما الدين لتبرير أفعالهم، مما أدى إلى إزهاق أرواح العديد من المسلمين. تظل فترة المهدية درسًا في كيفية استخدام الدين لأغراض سياسية، وأهمية التفسير الصحيح للشريعة الإسلامية.