مدائن و أماكن

قرية الغدار (القدار)

قرية الغدار (أو القدار) هي إحدى قرى الولاية الشمالية التي تقع في دولة السودان، وتحديدًا في منطقة دنقلا العجوز. تُعتبر القرية جزءًا من المدينة التاريخية التي كانت مركزًا للمملكة النوبة السفلى، وامتدت من الشلال الأول و حتى الشلال الرابع لمدة ستة قرون. عرف سكانها القدماء، المسمون بالمقَرة، بالتحول من عبادة الكواكب إلى المسيحية في عام 545 ميلادية، و بوجود حكام عظماء منهم لقمان الحكيم الذي يُقال إنه كان مع داود النبي عليه السلام.

القرية غنية بالتاريخ والأساطير، حيث يُشاع أن سيدنا موسى عليه السلام قضى فترة في دنقلا العجوز قبل بعثه إلى فرعون مصر. تعود أصول سكان المقرة إلى ولد حام بن نوح عليه السلام. شهدت المنطقة أحداثًا هامة، مثل إرسال عمرو بن العاص جيشًا بقيادة عبدالله بن أبي السرح إلى النوبة عام 21هـ، حيث واجهت قواته مقاومة شديدة من أهل دنقلا، المعروفين بمهارتهم في رمي السهام والرماح. نتيجة لذلك، تم عقد اتفاقية “البقط” التي حققت السلام والتبادل التجاري، وتعني “البقت” في لغة النوبة الدناقلة القسمة العادلة للمنافع.

عندما نتحدث عن أصل التسمية، فإن كلمة “القدار” مشتقة من لغة الدناقلة وتعني “حجز الماء”، في إشارة إلى الموقع الجغرافي حيث يضيق مجرى نهر النيل عند آثار دنقلا العجوز. هذا الاسم يبرز على مر السنين كجزء من التاريخ الذي قد لا يعرفه المؤرخون الذين ليسوا من دنقلا العجوز.

اقتصرت ديانة سكان دنقلا العجوز في البداية على عبادة الكواكب قبل اعتناقهم المسيحية التي أدت إلى تأسيس مملكة المقرة المسيحية، والتي استمرت لمدة ستمائة عام. فيما بعد، تحول السكان إلى الإسلام بسلام، وأصبحت دنقلا مركزًا لحفظة القرآن الكريم. يُطلق على شيوخ الدعوة الإسلامية التسعة والتسعين “الهارون”، وهو لقب يرتبط بهارون، أخو موسى عليه السلام.

فيما يتعلق بالنسب والأنساب، يعود أصل أهل القدار إلى عوائل دينية معروفة مثل الزياداب السواراب والحلالاب، الذين انتشروا على ضفتي النيل في مواقع مختلفة كالغابة وتنقسي والباجا. كان معظم الجيل الحالي منهم يقطن في جزيرة القدار المعروفة بجزيرة الرحمن، التي اشتهرت بخيراتها و زروعها قبل أكثر من مئتي عام. مع مرور الزمن، انتقل السكان إلى القدار الحالية، حيث أنشأ الحكم التركي-المصري حوضًا للري.

سوار الذهب النوبي

سوار الذهب, مواطن نهري ، اقتصادي متخصص في الاقتصاد الكلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى