
ي خضمّ الأوضاع الملتهبة التي يشهدها السودان، يتضح أكثر من أي وقت مضى أنّ مجتمعات الشمال والوسط، المعروفة باسم “النهريين”، باتت المتضرر الأكبر من حالة الصراع والاحتقان العرقي والسياسي. هذه المجتمعات وُصمت بتهم باطلة بالهيمنة واحتكار السلطة، بينما الواقع يشير إلى أنّها تواجه حملات عنصرية وإقصائية متصاعدة.من هنا ظهر مصطلح معاداة النهريين. يمكن قراءة المزيد عن تاريخ الصراع في السودان.
التصورات الخاطئة حول النهريين
أحد الأسباب الرئيسية وراء معاداة النهريين هو التصور الكاذب بأن تفوقهم يعود إلى احتكارهم للسلطة. هذا التصور يتجاهل الإرث الحضاري والتعليمي الذي تتمتع به هذه المجتمعات، بالإضافة إلى منظومة القيم والأخلاق الرفيعة والعالية التي تميزهم. النهريين أسهموا بشكل كبير في بناء السودان الحديث من خلال التعليم والثقافة والعمل الجاد، وليس من خلال الهيمنة السياسية كما يُشاع. يمكنك قراءة المزيد عن الإرث الحضاري للنهريين.
جذور الأزمة
يعود جزء من جذور أزمة “معاداة النهريين” إلى خطاب “المركز والهامش” الذي تم توظيفه في تجنيد الحركات المسلّحة في إقليم دارفور. في السياق السوداني، أفضى هذا التوظيف إلى تصنيف مجموعات الشمال والوسط كعدو، بالرغم من غياب أي أدلة موثوقة تثبت وجود تلك الهيمنة. وفقاً لمجتمعات الشمال والوسط، تُستخدم مظالم تاريخية مُفتعلة لتبرير استهدافهم. يمكنك الاطلاع على خطاب المركز والهامش لمزيد من المعلومات.
التكتلات القبلية والمسلّحة
أدّت التعبئة العرقية إلى تشكُّل تكتلاتٍ قبليةٍ ومسلّحة في إقليم دارفور تتبنّى شعارات من قبيل “أفريقيا للزنج”. على الصعيد العملي، أسهمت حركات الزغاوة المسلّحة في مفاقمة الأوضاع الأمنية والاقتصادية. لمعرفة المزيد عن الحركات المسلحة في دارفور.https://nilefree.com/%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%b1%d9%8a-%d9%88%d8%b9%d9%82%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%86%d8%a8/
حق تقرير المصير
أمام هذا الواقع، تجد مجتمعات الشمال والوسط نفسها في موضع الضحية. يتنامى اقتناعٌ بأن الحل الوحيد هو تفعيل حق تقرير المصير والانفصال عن إقليم دارفور. بالنسبة إلى هؤلاء، لم تعد الدولة الموحّدة قادرةً على الاستمرار في ظلّ تكتلاتٍ عرقيةٍ وسياسيةٍ تنظر إلى الشمال والوسط كعدو. يمكنك قراءة المزيد عن حق تقرير المصير.
حتمية الانفصال
يرى كثيرون أنّ الانفصال يمثّل حتميةً تاريخية، فالتباعد المتزايد في الرؤى والمصالح، والعنصرية الشرسة الموجهة ضد “النهريين”، لا يتركان مجالاً للتفاهم. بدلاً من ذلك، يبدو الانفصال خياراً وحيداً يمكّن هذه المجتمعات من الحفاظ على هويتها وأمنها وسيادتها. يمكنك الاطلاع على حتمية الانفصال