تعد مدينة الدامر، عاصمة دار الأبواب، موطناً للفروسية والتجارة والمعرفة، حيث اشتهرت بأهلها الفطاحلة في كافة المجالات. وفي هذه المدينة التي تحمل تاريخاً عريقاً، ولد علي إبراهيم عكير، الذي جمع بين حب البادية والصيد وبين تميزه في الشعر والفن.
- النشأة والتعليم
• وُلد في حلة العشير بمدينة الدامر، وهي معروفة بـ”دامر حمد” و”دامر المجذوب”.
• بدأ تعليمه في خلاوي المجاذيب، حيث حفظ القرآن بالروايات السبع.
• أكمل دراسته في كلية غردون التذكارية، متقناً اللغة الإنجليزية. - حياة البادية وعشق الصيد
• عشق البادية والطبيعة، وعُرف بحبه للصيد والمطر والزراعة.
• كان مهتماً برعاية الحيوانات، وكان يمتلك أنظف وأجمل حمار يهتم بنظافته وبمظهره.
• ربّى الكلاب للصيد، وكان من أشهرها الكلب “شلاعة” الذي تلقاه كهدية. - الأناقة والشخصية
• اشتهر بأناقته في الملبس، سواء كان يرتدي الزي السوداني أو الزي الأفرنجي.
• كان يحمل السيف والبندقية (الخرطوش)، وكان يتميز بشارب طويل ملفت للنظر. - الشعر والإبداع
• كتب أجمل الأشعار وأفصحها، وتناول المجتمع وحركته بعمق خلال عمله في المحكمة الأهلية بالدامر.
• كانت لديه علاقات اجتماعية واسعة امتدت عبر الولاية الشمالية ونهر النيل.
• كتب شعراً في الإمام عبد الرحمن المهدي وعبّر عن مواقفه العميقة وأفكاره بأسلوب بديع. - المساجلات الشعرية
• شارك في مجادعات شعرية في سوق السبت بالدامر مع شعراء مثل ود شوراني وود ضحوية، وتميز بقدراته في الرباعيات والمساجلات.
• من أبرز مقتطفاته الشعرية:
– «يا مولاى آه من قلبي»
– «الناس عيدت مرقت على أصحابه وأنا مرق على الجاهلة السمح ترحابا» - الأشعار والمرثيات
• كتب مرثيات عديدة، منها رثاء خاله البدين، والذي كان والد الممثل عبد الرحمن الشبلي.
• كانت مرثياته تمتاز بالعمق والمعاني الثرية، وتعبّر عن شخصيته الفريدة.
خاتمة
امتدت حياة علي إبراهيم عكير من أوائل العشرينيات إلى منتصف التسعينيات، وقد كانت مليئة بالشعر والمعرفة والفراسة والصيد. يعتبر عكير من أبرز شعراء العرب في عصره، إذ ترك إرثاً شعرياً غنياً يستحق الاستذكار. رحم الله هذا الفارس والشاعر الألق ونسأله أن يغفر له ويجزيه خير الجزاء.
