المقالات

في الرد على المهندس كمال حامد: كشف المؤامرة وفضح الازدواجية

يطرح المهندس كمال حامد تساؤلاً مهماً ومشروعاً حين يقول:

“من يحيك هذه المكائد؟ تجييش شباب الشمال لتحرير حواكير دارفور! لا يوجد مبرر أخلاقي ولا تاريخي لتجييش شباب الشمالية للمرة الأولى من 1821م بهدف الذهاب للقتال لتحرير حواكير دارفور بينما شباب حواكير دارفور منهمكين بعشرات الآلاف في مناطق التعدين الأهلي في شمال السودان.”

هذا التساؤل البسيط في ظاهره يكشف عن مؤامرة معقدة ومحكمة تتجاوز مجرد دعوة عابرة للتجنيد، إلى مخطط استراتيجي يستهدف إعادة هندسة السودان لصالح أجندات قبلية و عنصرية .

أولاً: الافتقار التاريخي والأخلاقي المكشوف

يصيب المهندس كمال حامد في صميم الحقيقة حين يشير إلى أنه منذ عام 1821م لم تشهد المنطقة مثل هذا النمط من التجنيد الإقليمي. هذا الافتقار للسياق التاريخي يكشف أن:

  • الدعوة مصطنعة وتفتقر لأي جذور تاريخية أو ثقافية
  • المبررات المقدمة مشبوهة وتخفي أهدافاً أخرى
  • المحاولة تمثل سابقة خطيرة في التاريخ السوداني

ثانياً: المفارقة الصارخة التي كشفها المهندس

المهندس كمال حامد يلفت النظر إلى مفارقة صادمة: “شباب حواكير دارفور منهمكين بعشرات الآلاف في مناطق التعدين الأهلي في شمال السودان” بينما يُطلب من شباب الشمال الذهاب للقتال في دارفور.

لكن الحقيقة أكثر فداحة مما طرح المهندس:

  • دارفور محتلة من مليشيا الدعم السريع التي لا تسمح لأبنائها بالعمل إلا لمواليها
  • جميع الموارد ومناطق التعدين تتركز فعلياً في إقليم النهر والبحر (شمال السودان)
  • أبناء دارفور يعملون بحرية في مناطق التعدين بالشمال بينما أراضيهم محتلة

ثالثاً: من يحيك هذه المكائد؟ – الإجابة الصادمة

للإجابة على تساؤل المهندس “من يحيك هذه المكائد؟”، الحقيقة تكشف عن تحالف مشبوه وتواطؤ بين:

1. حركات دارفور المسلحة التي:

  • تقتسم السلطة تحت دعوى تمثيل دارفور وحمايتها
  • تحصل على ملايين الدولارات والعتاد العسكري
  • تجند الآلاف على أساس عرقي وقبلي
  • لا تشارك فعلياً في تحرير أراضي دارفور

2. جنرالات داخل الجيش من الإقليم الغربي:

  • يتبنون خطاب “المركز والهامش” الإقصائي
  • ينظرون إلى النهرين (الوسط والشمال والشرق) كـ”مناطق امتياز”
  • يتواطؤون مع الحركات المسلحة لتنفيذ المخطط

رابعاً: الهدف الحقيقي وراء “تحرير الحواكير”

المهندس كمال حامد يحذر بحكمة: “من تحرر حاكورته اليوم لن يتنازل لك عن نصيبه من رسوم تنقيبك عن الذهب في حاكورته”

لكن الحقيقة أن المخطط يهدف إلى:

1. إفراغ مناطق النهرين من قوتها البشرية:

  • إرسال شباب الشمال للموت في صراعات ليست صراعهم
  • إضعاف المقاومة المحتملة لمخططات السيطرة على الموارد

2. السيطرة على موارد الشمال:

  • التحكم في مناطق التعدين الحقيقية بالشمال
  • نهب الثروات بينما أصحابها في الحرب

3. التغيير الديموغرافي:

  • إعادة هندسة التركيبة السكانية لصالح الجماعات الغربية

خامساً: أسلحة الحرب النفسية ضد المقاومة

ما لم يتطرق إليه المهندس كمال حامد هو الأسلوب الشيطاني لإسكات المعارضة. فكل من يقاوم هذا المخطط يتم اتهامه بالعنصرية وعدم الوطنية، في استراتيجية محكمة تشمل:

  • قلب المفاهيم: المقاوم للمؤامرة يصبح “عنصرياً”
  • احتكار الخطاب الأخلاقي: تسويق المخطط باسم “العدالة” و”الوطنية”
  • فرض الصمت: استخدام التلاعب العاطفي لإسكات المعارضة

سادساً: حكمة المهندس في الحل المقترح

المهندس كمال حامد يقترح حلاً حكيماً: “أتركوا هذه المهمة للجيش الوطني و للحركات المسلحة المسالمة والزعلانة والتي في طور التكوين”

لكن هذا الحل يتطلب:

1. تطهير الجيش الوطني:

  • من الجنرالات المتواطئين مع الحركات المسلحة
  • من العناصر التي تخدم أجندات إقليمية ضيقة

2. محاسبة الحركات المسلحة:

  • وقف الدعم المالي والعسكري عمن لا يقاتل لتحرير دارفور
  • محاسبة من يتاجر بقضية دارفور لتحقيق مكاسب شخصية

3. كشف المؤامرة:

  • فضح التحالف المشبوه علناً
  • رفض الخضوع لابتزاز اتهامات العنصرية

سابعاً: الواقع المؤلم – نجاح جزئي للمؤامرة

للأسف، حققت هذه الاستراتيجية نجاحاً جزئياً من خلال:

  • الصمت الشعبي في مناطق النهرين خوفاً من الاتهامات
  • تردد النخب في كشف المؤامرة
  • انتشار الشعور بالذنب بين أبناء النهرين
  • تمرير جزئي للمخطط تحت غطاء الصمت المفروض

خاتمة: تقدير للمهندس كمال حامد ودعوة للمقاومة

المهندس كمال حامد أصاب كبد الحقيقة بتساؤله الجوهري و ختمه الحكيم “حسبنا الله ونعم الوكيل”.

الحل في كسر الصمت المفروض، وكشف المؤامرة، ورفض التضحية بمناطق الوطن بعضها لصالح البعض الآخر. فالوطنية الحقيقية تعني انخراط أبناء دارفور لحماية أرضهم و مواردهم ، وليس توزيع التضحيات على أساس جهوي أو قبلي.

شكراً للمهندس كمال حامد على شجاعته في طرح التساؤل الصحيح في الوقت الصحيح.

سوار الذهب النوبي

سوار الذهب, مواطن نهري ، اقتصادي متخصص في الاقتصاد الكلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى